هي والآخرون

تقنع نفسها كثيرا بأنها راضية

تتحمل كل شيء عن طيب خاطر

فربما من أساء إليها كان يمر بظروف نفسية قاسية .. فلتغفر له

ربنا لم يكن يعلم أن هذا الأمر سيؤذيها .. فلتغفر له

ربما ساهمت بشكل غير مباشر في هذه الحالة التي وصل إليها .. فلتغفر له

ربما هي بالفعل سيئة ولا تشعر .. فلتغفر له

فلتبدأ من جديد تخط سطوراً جديدة على صفحات خالية .. لعل الأمور تتحسن .. والجفاء يزول

دائما ما كانت تعطى للآخرين مبررات في تصرفاتهم نحوها

تنتهج حسن الظن منهجا لها في حياتها

وتقنع نفسها بان كل إنسان له رده فعل تختلف عن الآخر ، تعتمد على طريقة تنشئته وخبراته في الحياة

فليس بالضروري أن يكون رد فعل الآخرين معها هو نفس رد فعلها تجاه الآخرين

قد تحسن الظن بالآخرين بلا سبب .. وقد يسيء الآخرون الظن بها بلا سبب أيضا

هي تعودت على ذلك .. وهم تعودوا على ذلك .. فلا ضير أن تحاول

إذا فلتحاول محاولة أخيرة .. عسى أن يدركوا أنها لا تحمل في قلبها بغضا لأحد
.

تبتسم .. تضحك .. تمزح .. تبادر بالخير .. فينقلب عليها

تشاركهم أفراحهم .. وتساندهم فى أحزانهم

وتجعل من قلبها موطنا لهم

تمد يدها بالعون .. فيلوونها .. ويطعنونها في ظهرها

إذا لا فائدة

أنها بالفعل لم تعد تتحمل

لم تعد قادرة على عطاء المزيد

بل لم تعد ترغب حتى في أن تلتمس لهم الأعذار

أعطت كل شيء بمقدورها .. ولم تأخذ شيئا سوى الحزن الدائم والحيرة البالغة

إذا فلتصرخ .. فلتغضب .. فلتفعل مثلما يفعلون

لن تهتم بهم منذ اليوم .. فلم يهتم بها يوما منهم أحد

فهل ما استقرت عليه صائبا ؟؟ .. أم تستمر في إعادة المحاولة ؟؟